13-السمنة

13-السمنة


هل سمنة الرجال تضعف الخصوبة والرغبة ؟

تنفرد السمنة عن كافة الأمراض بأنها المرض العضوى النفسى .. فهى تصيب البدن والنفس معاً ، وهى المسئولة عن الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب وإرتفاع ضغط الدم وآلام العظام ، والإصابة بمرض السكر والإكتئاب النفسى والإنطواء والخجل .. وأخيراً فقد طالعتنا الأبحاث العلمية بأنها المسئولة عن عدم الإنجاب وكما يؤكد أطباء الأمراض التناسلية والذكورة أن البدانة مسئولة أيضاً عن قصور كفاءة الرجال الجنسية حيث إن المصابين بها تنخفض لديهم نسبة هرمون الذكورة ( التستوستيرون ) بالدم وتزداد نسبة الإنخفاض كلما إزداد الوزن وترتفع لديهم نسبة هرمون الأنوثة ( الإستروجين ) ولهذا قد يصل الأمر بهم إلى الإصابة بالعنة والضعف الجنسى !!

- البدانة تصيب بالإكتئاب والخجل .. وبالتالى تقل الرغبة والكفاءة الجنسية .
- 40 % من الرجال الأصحاء عند بلوغهم سن الأربعين يعانون من متاعب الإنتصاب وتزيد النسبة بين البدناء .
كشفت دراسة حديثة أن السمنة الزائدة تقلل من فرص الرجال فى الإنجاب حيث أكد باحثون أمريكيون أنهم توصلوا إلى دليل جديد يربط بين سمنة الرجل ونشاط حيواناته المنوية .
ويعتقد العلماء أن الحيوان المنوى يبدأ فى التدهور بمجرد زيادة وزن الرجل بشكل غير صحى وأن الوزن الزائد الذى يصيب الرجال بالبدانة قد يجعلهم غير قادرين على الإنجاب بسبب عدم كفاءة حيواناتهم المنوية .
وكان الدكتور ويليام رودبش ومعه مجموعة من الباحثين بمركز البيولوجيا التناسلية المتخصص فى التلقيح الصناعى بولاية أتلانتا الأمريكية قد قاموا بتحليل الحيوانات المنوية لـ 500 رجل ، وقد تبين أن هناك إرتباطاً مباشراً بين مؤشر كتلة الجسم وهو المقياس الذى يستخدم لقياس سمنة الجسم بالنسبة للوزن والطول ، وبين حجم وكفاءة الحيوانات المنوية وهى علاقة مباشرة - كما يقول الدكتور ( رودبش ) - بين إرتفاع هذا المؤشر وكفاءة الحيوانات المنوية .
ويؤكد الباحثون أن السمنة تجعل عدد الحيوانات المنوية أقل من المطلوب لتلقيح البويضة وأنه حتى فى حالة حدوث إخصاب للبويضة فإنه تزيد فرصة الإجهاض بسبب ضعف الحيوان المنوى ، وهذا الخطر ليس مقصوراً على الرجال الذين يعانون من السمنة الزائدة ، ولكنه ينسحب أيضاً على ذوى النسبة القليلة .
وفى الإجتماع السنوى للجمعية الأمريكية للأمراض التناسلية أكد باحثون أمريكيون أن نتائج هذه الدراسة توضح أسباب ضعف الخصوبة عند الرجال البدناء فى عديد من الدول الأوروبية .

ماهي خطورة السمنة ؟

معدل السمنة وفقاً للإحصائيات العالمية يزداد بين الرجال .. وتظهر الإحصائيات أن 40 % من الرجال الأصحاء عند بلوغهم سن الأربعين يعانون من بعض متاعب الإنتصاب وتقل كفاءتهم الجنسية !! فما بالك إذا أصيبوا بالسمنة ؟؟
هذا ما أكده لنا الدكتور حسين غانم أستاذ أمراض الذكورة والعقم بطب القصر العينى - وأضاف بأن هناك عوامل تمثل خطورة على القدرة الجنسية للرجال ومنها بعض الأمراض العامة مثل السكر والضغط وإرتفاع نسبة الدهنيات بالدم بالإضافة إلى التدخين وإدمان المخدرات والكحوليات .. ومن المعروف أن السمنة تؤثر كثيراً على القدرة الجنسية من عدة نواح فهى السبب فى إرتفاع الضغط الذى يؤدى بدوره إلى الإصابة بتصلب الشرايين فى سن مبكرة .. كما أنها تؤدى إلى إرتفاع نسبة السكر بالدم وكثيراً ما تصيب الشخص البدين بالإكتئاب والإنطواء و الخجل مما يجعله أقل قدرة ورغبة فى الأداء الجنسى نظراً لعدم قدرته على الحركة وغالباً ما يحاول إشباع رغبته بالإتصالات الجنسية غير المباشرة ( بين الثديين مثلاً ) .. كما يصعب عليه القيام ببعض الأوضاع الجنسية مثل الوضع الطبيعى وهو الذكر فوق الأنثى ويصبح هذا الوضع أمراً مستحيلاً .. وكثيراً ما يعتريه الإنطواء و الخجل من الظهور عارياً أمام الطرف الآخر ( الأنثى ) وهذا الأمر يكون له أثراً مدمراً على العلاقة الجنسية ويؤدى فى الغالب إلى عدم إتمام اللقاء الجنسى .

هل تؤثر السمنة على الكفاءة الجنسية ؟

من ناحية أخرى يرى الدكتور محمد عبد النعيم سلام أستاذ الأمراض التناسلية والذكورة المساعد بطب عين شمس - أن هناك علاقة مباشرة بين السمنة وقلة الكفاءة الجنسية فكلما زادت السمنة كلما ترسبت الدهنيات لأنسجة الجسم .. وتكمن المشكلة الرئيسية فى أن بعض الدهنيات الناتجة عن الإصابة بالسمنة تحول هرمون الذكورة _ التستوستيرون ) لدى الرجل إلى بعض هرمونات الأنوثة ( الإستروجين ) وبالتالى يزيد هرمون الأنوثة بدم الرجل وهذه الزيادة تقلل من رغبته وكفاءته الجنسية ..!! هناك بروتين يحمل هرمون الذكورة من الدم وجزء آخر من هذا الهرمون يتمتع بحرية السريان بالدم وهذا الجزء الحر هو الذى يعمل فإذا ما أصيب الرجل بالسمنة تزيد كمية البروتين ويقل الهرمون الحر بالدم وبالتالى فإن نسبة هرمون الذكورة الحر الذى يقوم بالدور الرئيسى عند الممارسة والرغبة الجنسية يقل وتزداد نسبة هرمون الأنوثة وتكون النتيجة الفتور وعدم الرغبة الجنسية !! ..

ويضيف الدكتور سلام بأن هناك علاقة غير مباشرة بين الإصابة بالسمنة والقصور الجنسى لدى الرجال حيث تحدث لديهم إضطرابات فى بعض هرمونات الجسم ويؤدى ذلك إلى عدم إستجابة أجسامهم لهرمون الأنسولين الذى يفرزه الجسم وهنا يكون لديهم إستعداد أكثر للإصابة بمرض السكر .. وبمعنى أوضح لا يكون للأنسولين داخل أجسامهم دور على مستوى الخلايا ويبدأ الجسم فى التعامل مع الأنسولين الذى يفرزه على أن صاحبه مريض بالسكر نتيجة لمعاناته من رفض مستقبلات الانسولين للخلايا داخل الجسم وهذا ما يفسر لنا إزدياد نسبة مرضى السكر بين من يعانون من مرض السمنة ويصل الأمر فى النهاية إلى أن جسم البدين يكون أقل إستجابة للعلاج الدوائى من مرض السكر .. أضف إلى ذلك أن مرض السكر له علاقة بالأعصاب والأوعية الدموية الطرفية وعلى نسبة الهرمونات بالدم ونتيجة لأن أوعية العضو الذكرى تعتبر من أدق الأوعية الطرفية الدموية بجسم الإنسان فإن إرتفاع نسبة الكوليسترول بالدم قد يصيبها بالإنسداد ونتيجة أن الدم الواصل إليها غير كاف تقل القدرة الجنسية وغالباً ما تصل الحالة إلى الإصابة بالعنة وليس مجرد ضعف الإنتصاب .

أدوية تزيد المشكلة !!
___________
ويشير الدكتور سلام إلى أن من يعانون من السمنة ونتيجة لإصابتهم بالعديد من الأمراض كالسكر وإرتفاع ضغط الدم وقصور بالشريان التاجى فإنهم غالباً ما يلجأون لتعاطى أدوية لعلاج هذه الأمراض أو قد يتعاطون أدوية لتقليل الوزن .. كل هذه الأدوية لا تخلو من الآثار الجانبية وخصوصاً على القدرة الجنسية بل إنها كثيراً ما تسبب ضعف الإنتصاب وعدم الرغبة فى ممارسة الجنس .. ونظراً لأن مرضى السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بالإكتئاب فإنهم قد يلجأون لتعاطى أدوية للخروج من هذه الحالة النفسية ومع ذلك فقد ثبت أن مثل هذه الأدوية أيضاً لها تأثير مباشر على ضعف الرغبة الجنسية وقد تزداد الحالة سوءاً .

ما هي متاعب البدناء؟

هناك نقطة مهمة كثيراً ما تغيب عن الأذهان وهى أن من يعانون من السمنة تكون لديهم ثنايا كثيرة بالجلد وسرعان ما يحدث تراكم للعرق والإفرازات بداخلها وهذا بدوره يؤدى إلى تكاثر البكتريا والفطريات ويعانى الرجل من الروائح الكريهة وبخاصة فى منطقة ما تحت الإبطين والفخذين وهذا كله يؤدى إلى نفور الزوجة من ممارسة الجنس ويقلل بالتالى الرغبة لدى الزوج وتزداد الحالة تدهوراً .. أضف إلى ذلك أن سمنة الرجل بمنطقة الحوض تجعل العضو الذكرى مدفوناً بين ثنايا الجلد وتكون النتيجة الإحساس بصغر العضو لأن الجزء الحر منه أى البارز لا يستطيع القيام بالأداء الجنسى وتظهر الصورة بوضوح إذا ما كانت الزوجة أيضاً تعانى من السمنة فلا يشعر أيا منهما بلذة الأداء الجنسى نتيجة لتباعد الأعضاء التناسلية الذكرية والأنثوية ، كما أنه غالباً ما سصبح كرش الزوج عائقاً لإتمام اللقاء الجنسى فهو يجعله يعانى من قلة التنفس ويعيقه عن القيام بأوضاع كثيرة أثناء اللقاء الجنسى فضلاً عن أنه يؤثر على حجم العضو الذكرى ويجعل الجزء الحر منه صغيراً إلى حد ما مما يسبب عدم إستمتاعه بالجنس .
ويؤكد الدكتور حسين غانم أن المخرج الوحيد لهذه المتاعب يبدأ بعلاج السمنة تحت الإشراف الطبى الدقيق مع الحرص على تناول الغذاء المتوازن والخضروات الطازجة مع ممارسة الرياضة البدنية لأن الفحولة وضخامة الجسم ليست دليلاً على حسن الأداء الجنسى ولكن كلما زادت رشاقة الرجل كلما زادت قدرته وكفاءته الجنسية واستمتع أكثر بهذه العلاقة الحميمة .

هل تؤدي السمنة في السيدات إلى العقم؟

عموماً هناك كثير من السيدات البدينات خصوبتهن جيدة وقدرتهن على الحمل جيدة كذلك . ولكن السيدة البدينة عندما تشكو من مشكلة تأخر الحمل ننصحها عادة بتخفيف الوزن لأن من الأمور المعروفة للأطباء أن توازن هرمونات الجسم تتأثر بزيادة الوزن ومنها هرمونات الخصوبة آنفة الذكر. وقد تتزامن زيادة الوزن مع حالة P.C.O وفي هذه الحالة أيضاً تكون زيادة الوزن عاملاً إضافيا لجعل الحمل أكثر صعوبة إضافة إلى المرض نفسه، كما أن من المعروف أن مرض PCOS يمكن أن يصيب السيدة البدينة أكثر، وهناك بعض السيدات لا تظهر عليهن أعراض المرض إلا بعد زيادة الوزن.