"بطل الصدفة" الذي أوقف "بكاء" العالم
يعود الفضل في وقف انتشار فيروس طلب الفدية "ونا كراي" (أريد البكاء) إلى شاب بريطاني يبلغ 22 عاما تمكن عن طريق "الصدفة" من تعطيل انتشار الفيروس، لكن بعد أن كان أوقع مئتي ألف ضحية في 150 دولة.
ووفقا لموقع تلغراف البريطاني فإن الشاب -وهو خبير بأمن المعلومات يدعى "ماركوس هوتشينز"- كان داخل غرفة نومه الصغيرة في منزل والديه عندما منع انتشار الفيروس بالعالم من خلال تفعيل "مفتاح قتل" بالصدفة.
واحتاج الشاب بضع ساعات لوقف الاختراق الذي كان بالفعل انتشر حول العالم، وتسبب بأضرار على نطاق واسع بما في ذلك منظومة الصحة الوطنية البريطانية وشركة رينو للسيارات ووزارة الداخلية الروسية وشركة تلفونيكا الإسبانية للاتصالات وشركة فيدكس العالمية للبريد السريع، وغيرها الكثير.
لم يدرس هوتشينز بالجامعة، ويقول إنه تخلى عن التعليم الجامعي مقابل أن يعلم نفسه تقنيات القرصنة المعقدة، وذلك فهو يلقب بـ "مالوير تك" أو خبير البرمجيات الخبيثة، ويُعتقد أنه يعيش في منتجع شعبي على ساحل مقاطعة ديفون الشمالي في إنجلترا، في حين يعمل والديه بالصناعات الطبية ولديه أيضا شقيق صغير.
وحساباته في مواقع التواصل مليئة بتغريدات عن عشقه لركوب الأمواج ومنظرها على طول الشاطئ. وفي تغريدة كتب "قد أنتقل للعيش في مدينة، لكن أين في المدينة سأحظى بمثل هذا المنظر؟".
وبدأت صور هوتشينز بالظهور، بعضها وهو بمقره الذي بناه بنفسه لتقنية المعلومات والمليء بعلب البيتزا وألعاب الفيديو وخوادم الحاسوب، في وقت تظهره صور أخرى مع أصدقائه في لاس فيغاس في إطار رحلة إلى مؤتمر "ديفكون" وهو أكبر ملتقى عالمي سنوي لـ قراصنة الإنترنت.
ثلاث شاشات حواسيب بغرفة هوتشينز تمثل مقر تقنية المعلومات الخاص به (مواقع التواصل) |
يقول كورتيس بارون مؤسس شركة فيدوس إنفورميشن سيكيوريتي لأمن المعلومات -والذي سافر مع هوتشينز إلى لاس فيغاس العام الماضي- إن صديقه كان "يقوم بواجبه عندما أوقف الهجوم".
وأضاف في تصريح لتلغراف أنه يعرف هوتشينز منذ مدة طويلة وهو "صديق جيد حقا وزميل عمل أيضا". وقال "لو أمكننا أن نجعله يعمل لدينا فسنمنحه وظيفة مركزية، لكنه لا يريد التحرك" مؤكدا أن "الأمر بالنسبة إليه ليس وظيفة ولكنه شغف صدف أنه يتلقى أجرا عليه".
كما يصفه أندرو مابيت المؤسس الآخر لشركة فيدوس بأنه "أحد أكثر الأشخاص الذين يعرفهم موهبة وذكاء" وقال إنه "يتلقى أجرا ليقوم بهوايته التي تعتبر حلما في الحياة لمعظم الناس".
بطل الصدفةظل هذا الشاب مغمورا حتى السبت الماضي عندما بزغ نجمه كـ "بطل الصدفة" الذي أنقذ العالم من الهجوم الإلكتروني الواسع النطاق. وفي مدونة له يصف كيف أوقف انتشار الفيروس.
اكتشف هوتشينز أنه عند إصابة حاسوب جديد فإن الفيروس يتواصل مع عنوان ويب بعيد، ويبدأ بأخذ الملفات في تلك الحواسب رهينة لديه إذا وجد فقط أن ذلك العنوان لا يمكن الوصول إليه، لكن إذا أمكن الوصول إليه فإن فيروس "ونا كراي" ينهي نفسه، وهي وظيفة من المرجح أن صانعي الفيروس وضعوها أمانا ضد الفشل في حالة فقدوا السيطرة على برنامجهم الخبيث.
وعندما وجد الشاب أن موقع الويب (النطاق) غير مسجل، قام بشرائه بسعر ثمانية جنيهات (عشرة دولارات أميركية) وعمل على إعادة توجيه خمسة آلاف وصلة في الثانية إلى خادم "امتصاصي" غير مؤذ، وأطلق صرخة "يوريكا" (وجدتها) حيث أدرك أنه أوقف بدون قصد انتشار هذا الفيروس المدمر.
"بطل الصدفة" الذي أوقف "بكاء" العالم
Reviewed by المحترف الشامل
on
الاثنين, مايو 15, 2017
Rating:
ليست هناك تعليقات: