خارطة الطريق || ناصر بابكر :: :: هدف واحد ومكاسب بالجملة ::

خارطة الطريق || ناصر بابكر ::
:: هدف واحد ومكاسب بالجملة ::
* لو لم يخرج المريخ من مباراة الأمس أمام تليكوم الجيبوتي بالمشهد الذي أنتهت عليه المواجهة بتوجه عناصر الفرقة الحمراء ومدربهم الفرنسي غارزيتو لتحية الجمهور في مختلف أرجاء الملعب لكفاه كمكسب مهم ومشهد يفتح الباب واسعاً أمام عودة الروح من جديد وعودة الترابط القوي والتلاحم بين فريق كرة القدم والجماهير الذي كان له نصيب الأسد في تميز المريخ القاري في العام 2015.
* والجميل أن مشهد النهاية كان هو نفس مشهد البداية لحظة دخول الزعيم للملعب رغم أن الحضور بالقلعة الحمراء كان أقل بكثير من المأمول والمنتظر في أول مباراة تنافسية يخوضها المريخ بمعقله الموسم الحالي وهو ما يفرض على الأنصار ومختلف التجمعات الجماهيرية مراجعة حساباتهم سريعاً (كما وكيفا) لأن الأحمر سيستضيف مباراة الإياب الإفريقية على ملعبه يوم الثامن عشر من فبراير أي بعد إسبوعين فقط من الآن ويومها لا بد أن يكون الملعب ممتلئاً عن آخره ولا مناص من عودة اللوحات الزاهية من دخلات وتيفوهات التي كانت ترسمها الجماهير .
* أول ما لفت نظري في لقاء الأمس وقبل إنطلاقته هو موعد دخول المريخ لإجراء عمليات الإحماء التي أستغرقت اكثر من 45 دقيقة وهو ما يؤكد أن الطاقم الفني حرص على الإستفادة من المباراة في رفع المخذون البدني للاعبين أكثر في ظل إقتراب موعد ذهاب تمهيدي الأبطال والمعروف أن البطولة الإفريقية تتطلب لياقة بدنية عالية إلى جانب عنصر الخبرة وكلاهما إهتم بهما الفرنسي غارزيتو بشدة.
* إذ إختار المدير الفني الثنائي ضفر وعلاء الدين يوسف لتعويض أمير كمال وباسكال رغم أن ضفر غاب طويلاً إبان فترة الإعداد ورغم أن آخر مشاركة لعلاء الدين يوسف كأساسي تعود لشهر يونيو 2016 ما يعني أنه أبتعد عن اللاعب التنافسي أكثر من سبعة أشهر لكن غارزيتو دفع بهما منذ البداية لتجهيزهما للإستحقاق القاري الذي أقترب وكانت المفاجأة الكبيرة المردود الذي قدمه فييرا والذي كان من النجوم البارزة في المواجهة رغم غيابه الطويل جدا وحرمانه من التدرب مع المجموعة من قبل الكاف لكن علاء ظهر بلياقة بدنية جيدة وقام بدور مهم جدا في الوسط ونجح في بناء ساتر دفاعي قوي وتألق لاعب الوسط صاحب الخبرة الكبيرة الذي عاد مجددا لمركزه القديم من أهم وأبرز مكاسب المريخ ليس فقط لقيمة علاء الفنية ولكن كذلك لأن المريخ يعاني بشدة في هذا المركز تحديداً (الإرتكاز الثابت) والذي لا يجيده بصورة مقتنة في كشوفات الأحمر حالياً سوي علاء الدين يوسف.
* ضفر إجتهد كثيراً ولعب كالعادة من القلب وبفدائية رغم إرتكابه لبعض الهنات التي عكست تأثره بعدم إكتمال الجاهزية مع الإشارة لأن الفريق لم يتأثر كثيراً بتلك الهنات في ظل وجود الرائع والأنيق والخبير كونلي أودونلامي الذي كتبت مقالاً عنه عقب تسجيله مباشرة ونوهت لأنه أكبر مكسب في التسجيلات وأنه صاحب سيرة ذاتية رائعة للحد البعيد تنبئ بأفضل مدافع أجنبي يلعب في الملاعب السودانية ومن الواضح أن النيجيري يسير في الطريق الصحيح لإثبات تلك النبوءة.
* مكاسب المباراة تمتد لتشمل النجم المصري عاشور الأدهم (ملك التمريرات الطويلة المظبوطة) والمميز جداً في عملية الربط وبناء الهجمات وتنويعها إلى جانب ميزته المعروفة في التسديد القوي وتألق نجم الإتحاد السكندري السابق كان أمراً مهماً لأن هواة الأحكام المستعجلة والإنطباعيين بدأوا مبكراً في تكوين رأي سالب عنه في الفترة الفائتة لكن رد الأدهم جاء سريعاً حيث برهن على إمتلاكه لعقلية كروية متقدمة شأنه شأن كل اللاعبين المصريين وهي نقطة سيستفيد منها المريخ كثيراً خصوصاً عندما يكتمل العمل البدني وترتفع درجة الإنسجام .. والحديث نفسه ينطبق على النيجيري اوجو صاحب اللمسات الأنيقة والذكاء الكروي في التحركات والذي تؤكد لمساته أنه صاحب موهبة فذة ستنفجر بشكل أكبر متي ما وصل اللاعب القصير والموهوب لقمة اللياقة البدنية.
* ومن بين اللاعبين الوطنيين لفت جلال إبراهيم في الدقائق التي شارك فيها نظر كل من تواجد بالقلعة الحمراء بعد أن أشعل الجهة اليمني بإنطلاقته الذكية في المساحات الخالية وإجادته لتبادل الكرات مع عناصر الوسط وإرسال الكرات العرضية بعد رفع الرأس لرؤية تمركز اللاعبين داخل منطقة الجزاء ومن الواضح أن جلال سيعيد إكتشاف نفسه مع المدرب الفرنسي الذي يحرص على الدفع به بإنتظام منذ توليه المسئولية وجلال يثبت في كل فرصة تتاح له أن يستحق تلك الفرص وأنه يمكن أن ينهي معاناة المريخ مع الجهة اليمني ويفتح المجال أمام الإستفادة من رمضان عجب في موقع آخر.
* بصورة عامة .. هنالك عمل ملحوظ بدأت ثماره تظهر تدريجياً على الفرقة الحمراء التي لم تظهر بشكل جيد في الحصة الاولي قبل أن يفرض المريخ سيطرته المطلقة في الثانية التي أهدر خلالها عدداً كبيرا من الفرص بسبب التسرع أحياناً والأنانية في أحيان أخري وجزئية إهدار الفرص تحتاج إلى عمل لعلاجها لكن الوضع بصورة عامة يبدو مبشراً طالما أن هنالك عمل كبير يتم وطالما أن هنالك تحسن واضح يطرأ على الأداء وتبقي نقطة القلق الوحيدة هي عامل الوقت الذي لا يقف إلى جانب المريخ وطاقمه الفني لأن إسبوع واحد فقط يفصل الزعيم عن موعد أول مواجهة إفريقية وبإذن الله تكون خبرة غارزيتو وشخصية الفريق تحت قيادته عوناً للمريخ ليتمكن من تخطي الفريق الغيني وبعدها بإذن الله سيكون مريخ 2015 في طريق العودة من جديد.


خارطة الطريق || ناصر بابكر :: :: هدف واحد ومكاسب بالجملة :: خارطة الطريق || ناصر بابكر ::  :: هدف واحد ومكاسب بالجملة :: Reviewed by المحترف الشامل on الأحد, فبراير 05, 2017 Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

Number Of Posts

صور المظاهر بواسطة Ollustrator. يتم التشغيل بواسطة Blogger.